سجلت محافظة كركوك يوم الأحد حالتي وفاة لأكبر معمر ومعمرة تجاوزا سن 100 عام، حيث عاصرا الاحتلال البريطاني والحكمين الملكي والجمهوري، وصولاً إلى الاحتلال الأمريكي والنظام السياسي الحالي. وقد قال نجل المعمر المتوفى، فلاح عبد الواحد، أن عمر والده تجاوز الـ 100 عام ولكن السنة المعتمدة كانت 1929، مشيرًا إلى أن والده كان يدعي أنه ولد في العام 1910 ولكن تاريخ ميلاده الرسمي هو 1929. وأوصى الراحل بدفنه في مقبرة كركوك نظرًا لحبه الشديد لمدينته. وقال صباح العزي، قريب الرجل المعمر، إنه كان يتفقد أقاربه وجيرانه وكان يمتلك ذاكرة قوية، لذا فقدانه يعتبر خسارة لأهالي المحافظة.
من جهة أخرى، أكد مدير عام صحة كركوك، زياد خلف مديد، أن المحافظة سجلت أيضًا وفاة معمرة أخرى من مواليد 1900، توفيت عن عمر يناهز 124 عامًا، وهي الأكبر سناً تسجل رسميًا في كركوك خلال العقود الأخيرة. وعلق المختص في الشأن التاريخي بكركوك، خالد جميل، على تسجيل حالتي وفاة لمعمرين في المحافظة بأنها مفارقة كبيرة، حيث عاصرا الاحتلال البريطاني والملوك وجميع رؤساء جمهورية العراق، ووصولاً إلى الاحتلال الأمريكي، والحكومات المتعاقبة.
وفي هذا السياق، يعتبر الحدث بتسجيل وفاة هذين المعمرين تاريخًا حيًا للمحافظة، حيث شهدوا جميع التطورات والأحداث التي مرت بها المنطقة على مر العقود. وقد أشارت العائلة إلى أن المعمرين كانا يتمتعان بصحة وذاكرة جيدة، وكانا يعتبران مرجعاً تاريخياً وثقافياً هاماً لأهالي المنطقة. وبهذه الوفاة، تم فقدان شخصيتين أثريتين غنيت بالتاريخ والثقافة والتجارب التي عاشوها على مدى عقود.