تشير أرصدة النفط إلى احتمال وجود شح في الإمدادات على مدار 6 أشهر متتالية، في الفترة بين آذار/ مارس، وآب/ أغسطس، وقد يترجم ذلك إلى زيادة في الأسعار، وفقاً لمذكرة صادرة عن شركة “أف جي إي” (FGE) الاستشارية في قطاع الطاقة. ويقترب سعر خام برنت من الوصول إلى 90 دولاراً للبرميل في الربع الثالث، ومن المتوقع أن تكون إمدادات أسواق النفط الخام “محدودة للغاية” في هذا الفصل، لكن ذلك يظل رهن توجهات صناع القرار في تحالف “أوبك+”، بحسب المذكرة.
وتقدر بيانات العرض والطلب الصادرة عن “أف جي إي” ظهور عجز في المعروض خلال الربع الثاني، مقارنة بالفائض الذي شهدته السوق خلال الشهر الماضي، وذلك على إثر تمديد “أوبك+” لقيود الإنتاج حتى يونيو المقبل. ومن المتوقع أيضاً أن تنخفض شحنات النفط المنقولة بحراً في الربع الثاني رغم تراجع عمليات تحويل مسارات الشحن بعيداً عن البحر الأحمر، التي يرجح وصولها إلى ذروتها في فبراير ومارس، وهذا يعني أن المخزونات البرية ستكون أفضل حالاً.
تأتي هذه التوقعات الصعودية للأسعار خلال الربع الثالث، بعدما مدد تحالف “أوبك+” تخفيضات إمدادات النفط حتى منتصف العام، في محاولة منه لتجنب فائض بالأسواق العالمية ولدعم الأسعار. فالخفض البالغ حجمه حوالي مليوني برميل يومياً سيستمر حتى نهاية يونيو، وتنفذ المملكة العربية السعودية، قائدة المجموعة، نصف التخفيض المتعهد به. وأدت الإمدادات الوفيرة من النفط إلى استقرار أسعار النفط العالمية بالقرب من 80 دولاراً للبرميل منذ بداية هذا العام، حتى في الوقت الذي أدى فيه الصراع في الشرق الأوسط إلى اضطراب الشحن البحري بالمنطقة.