مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” لانتخاب رئيس للبنان تصطدم بـ”حزب الله”، حيث لم تحقق أي تقدم في لقاءها مع كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لحزب “الله”، وذلك لأن الحزب يعتبر أن تأييد الخماسية لهذه المبادرة يزيد من ارتفاع مستوى الهواجس لديه، ويقلقه بشكل كبير. وتبقى تحركات الأطراف السياسية غامضة، حيث يظل حزب “الله” ملتزماً بتأييده لمرشح يحظى بدعمه، بينما تبدو كتلة “الاعتدال” متحفظة على المشاركة في اجتماعات تحسين شروط الانتخاب الرئاسي.
وفي سياق متصل، يثير تأييد الخماسية لمبادرة “الاعتدال” هواجس حزب “الله”، لأنه يدرك أن “الخماسية” تدعم جميع المحاولات الرامية لانتخاب رئيس للبنان، مما يجعلهم يتخوفون من عواقب هذا التأييد على مواقفهم. وبالرغم من ذلك، يبدو حزب “الله” ثابتاً في موقفه وتأييده لمرشحه، الأمر الذي يعقد من الوضع ويجبر الأطراف الأخرى على الانتظار والتردد في تحديد مواقفهم.
ويبقى الحديث عن الإصرار على تأييد فرنجية من قبل حزب “الله”، وعدم تغيير موقفه في المدى المنظور، وذلك بسبب تفضيله إيداع الورقة الرئاسية لدى إيران تحسباً لاستفادتها في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة. ومع هذا، تظل الأطراف السياسية في لبنان قلقة ومترددة في تحديد مواقفها، في ظل عدم وضوح المشهد السياسي وتعقيدات انتخاب الرئيس.