انتشار الأنباء عن تسرب الغاز في خط الأنابيب الذي يربط فنلندا بإستونيا أثر بشكل كبير على أسعار الغاز في أوروبا، حيث قفزت العقود الآجلة لشهر نوفمبر إلى 12% على مؤشر TTF، الذي يعد أكبر مركز غاز في القارة الأوروبية، وصلت إلى 534.4 دولار لكل ألف متر مكعب. وتأتي هذه الزيادة في الأسعار بعد إغلاق وصلة البلطيق في خط الأنابيب غاز بلتيكونيكتور بصورة مؤقتة، بسبب وجود تسرب محتمل فيها. كما ساهمت مخاوف من حدوث اضطرابات في إمدادات الغاز من أستراليا والنرويج في حدوث ارتفاع نسبي في أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية، ولكن هذا الارتفاع تلاشى عقب الإعلان من فنلندا بشأن التسرب.
تعد أسعار الغاز في أوروبا متأثرة بشكل كبير بتطورات الأحداث العالمية ومؤشرات العرض والطلب. تعتبر فنلندا وإستونيا من الدول التي ينتقل الغاز بينها عبر خط الأنابيب، وبوقوع تسرب محتمل في هذا الخط تم إغلاقه مؤقتاً. ومن جانبها، أعلنت فنلندا عن إجراءات للتحقيق في ما حدث وتقديم معلومات بشأن الحادثة. نتيجة لذلك، فإن ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية جاء كنتيجة للتوترات الناجمة عن تسرب الغاز ومخاوف من حدوث اضطراب في إمدادات الغاز في المستقبل القريب.
من المتوقع أن تستمر أسعار الغاز في الارتفاع في الأيام القادمة في ظل عدم استقرار الأحداث والمخاوف من تسربات الغاز. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أنه قد يتم تفادي أزمة كبيرة في إمدادات الغاز بالاعتماد على مصادر بديلة مثل الغاز المسال والتكتلات الغازية الأخرى. وعلى الرغم من أن الأسعار العالية للغاز تضر بإمكانية التنافسية الاقتصادية للشركات وتزيد من تكاليف الإنتاج والاستهلاك، إلا أنه يمكن تجاوز هذه التحديات من خلال التحول إلى مصادر طاقة أخرى وزيادة الاعتماد عليها. بشكل عام، يؤكد الخبراء على أهمية تنويع المصادر الطاقية وتطوير القدرات التكنولوجية لتوفير الاحتياجات الطاقوية للمستقبل.