تراجعت الشراكة الإسرائيلية الأمريكية، في أعقاب تصعيد الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتخشى الولايات المتحدة توسع نطاق العمليات وخروج الصراع عن الحدود الفلسطينية. وتعتبر زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى بغداد رسالة هامة في حل الأزمة وتهدئتها، ولعب دور في توحيد الموقف العربي.
تأتي هذه الزيارة في سياق الأحداث الجارية في قطاع غزة، حيث أكد المحلل السياسي عدنان التميمي أن الإدارة الأمريكية تكونت على خطورة الوضع وحجم الكارثة التي ألمت بإسرائيل. وعلى الرغم من قوة الاستخبارات والقوات العسكرية لإسرائيل، انهارت في أقل من ساعة بعد اجتياح مقاتلي حماس للمستوطنات الصهيونية. وتخشى الإدارة الأمريكية الردة الإسرائيلية، وتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط من خلال استهداف برنامج إيران النووي، والتي قد تؤدي إلى حرب دموية في المنطقة.
تشير التقارير إلى أن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى بغداد تحمل رسالتين مهمتين. الأولى هي توحيد الخطاب العربي تجاه الأحداث في غزة، وتعزيز التهدئة ومنع حدوث أي توترات في المنطقة. والثانية هي ربما تكون بوابة لنقل رسائل إلى طهران، إذ تعاني دول الخليج من قلق ناتج عن الأحداث في غزة ومخاوف من تبعاتها الإنسانية الدامية. وتعتبر الولايات المتحدة المتضرر الأكبر في حالة انفجار تلك الأزمة، حيث ستتحمل 90٪ من الفاتورة بشكل مباشر، لأن جميع قوى المقاومة ستوجه غضبها نحوها.