وصف الأكاديمي والسياسي الكردي حكيم عبد الكريم التقارب بين أحزاب السلطة في إقليم كردستان مع التيار السلفي بأنه بدعة سياسية. وأشار إلى أن هذا التقارب يعتبر تناقضًا بحد ذاته، حيث إن الأحزاب ذات فكر ليبرالي مدني وتأسست على هذا الاتجاه، ومخالفة الفكر التأسيسي للحزب هو لغرض المصالح. وبالرغم من ذلك، يلاحظ التقارب الكبير والامتيازات التي تمنح للتيار السلفي في المنطقتين، حيث يبنون المساجد ويقيمون الدورات والنشاطات بحرية تامة دون مضايقات أمنية. وخاضت السليمانية حربًا شرسة ضد التنظيمات المتطرفة في تسعينات القرن الماضي ومن ثم بدأ التيار السلفي بالانتشار بصورة كبيرة في مدن إقليم كردستان.
وأشار الكرد بطبيعتهم الصوفية وأن معظم حركات الصوفية خرجت من كردستان لتحقق الانتشار في العالم الإسلامي، ومنها الكسنزانية والنقشبندية وغيرها من الطرق الصوفية. ولكن منذ سنوات العقد الأخير من القرن الماضي وصولا إلى يومنا الحالي، بدأ التيار السلفي بالانتشار بصورة كبيرة في مدن إقليم كردستان، ولاحظت انتشار التيار السلفي والمساجد الخاصة والمدارس التعليمية بين الشباب بصورة ملفتة للنظر في السليمانية وعموم مدن إقليم كردستان.
وأكد عبد الكريم أن سلطات الإقليم من الحزبين الحاكمين هي سلطة علمانية، وهو ما يجعل تقاربهم مع التيار السلفي يعتبر بدعة سياسية، كما أشار إلى أن هذه الأحزاب تتنازل دائمًا عن المبادئ الرئيسية في سبيل تحقيق الغاية والمصلحة. وقال إن ما يجري من تقارب بين أحزاب السلطة والتيار السلفي يعكس تناقضًا بحد ذاته، ويعكس أيضًا استعدادهم لتجاوز القيم والمبادئ المبنية عليها الأحزاب لتحقيق مآربهم السياسية.
وأخيرا أشار إلى أن ما يحدث من تقارب بين أحزاب السلطة والتيار السلفي هو لغرض المصالح وهذا ديدن أحزاب السلطة، وأشار أن سبب التقارب الكبير والامتيازات التي تمنح للتيار السلفي تكمن في أهمية حصولهم على الدعم الشعبي والتأييد والتأثير في الشأن السياسي والاجتماعي.