تاريخ العرب الإثني أو العِرقي، ضاربٌ في التاريخ كأحد الأقوام أو الشعوب في العالم، ولكن تاريخ العرب السياسي والدبلوماسي بدأ من دمشق أولا وبغداد ثانيا. لعبت القاهرة لاحقا دورا في هذا التاريخ في زمن الفاطميين، ولكن كان لدمشق وبغداد الدور الأبرز في إرساء قواعد هذا التاريخ. وحينما تتشابك الأيادي في هذه البلدان مع بعضها، لِما فيه مصلحة العرب وعِزُّ العرب، فحينها لا تستطيع قوة في العالم أن تتنمّر أو تستأسد عليهم. من لا يُطرَبُ لصوتِ فيروز الساحر وهي تُغنّي قصيدة سعيد عقل.
في هذا الزمن الذي يمر فيه العرب بأضعف مراحل تاريخهم، لا بدّ من استحضار المكانة التاريخية للمدينة المنورة، ودمشق، وبغداد، والقاهرة. الأمن العربي، وعزّة وكرامة الشعوب العربية في بلاد الشام والعراق مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن مصر، وعزّة وكرامة الشعب المصري. النيلُ من رموز التاريخ العربي، والتاريخ الإسلامي، مرفوض بكل المقاييس. عوامل الضعف العربي هي من دفعت ببعض العرب ليشبكوا أياديهم مع الأيادي الغريبة التي لا يمكن أن تعمل لمصلحة العرب، وإنما فقط لمصالحها الخاصة على حساب مصالح العرب.
مطلوب من كل عروبي وعَلماني، وحدَاثي ومثقف متنور في هذه الأمة التصدي للمشاريع الدينية الطائفية، كما التصدي للمشاريع الدينية الإسرائيلية. دعونا ننهلُ من ذُرى التاريخ وليس من حُطامِه.