تسببت أزمة غزة والصراع العسكري بالوكالة في جعل المنطقة على صفيح ساخن، خاصة بعد التصعيد بين الولايات المتحدة وحلفاء إيران بسبب قصف متبادل. يرى البعض أن إدارة بايدن تسعى إلى إعادة السياسة إلى المسرح الإسرائيلي الفلسطيني لجهة العدالة والقانون. ولكن هذه السياسة تبدو مثالية للغاية، ولذلك، فإن طهران وواشنطن على سلم التوتر. ونظرا للأزمة الإنسانية التي نتجت عن حرب غزة، فإن تمكن ترامب من الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة سيؤدي إلى زيادة خطيرة في الصراعات وضغوط إضافية على إيران. ورغم أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران أعلنتا في الأشهر القليلة الماضية أنهما لا تسعيان إلى تحويل الحرب بالوكالة إلى حرب مباشرة ولن تسعيا حتى إلى توسيع الصراعات. إلا أن الوضع الإقليمي وضع كلا الجانبين في وضع لا تستطيع فيه إيران ولا أمريكا تحمل تكاليف الانسحاب.
أما عن الرد الأمريكي على حدود الأردن السورية، فإن الولايات المتحدة سعت إلى إيجاد خيار الرد العسكري انتقاماً لمقتل ثلاثة جنود أمريكيين مع عدم تصعيد الصراع بشكل مفرط ووضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع طهران. وهذا تعبر أن كل من الولايات المتحدة وإيران لن تشكلا توتراً تهديديا. ومن ناحية أخرى، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفعل أي شيء في وضع تتعرض فيه مصالح هذا البلد ومنشآته الدبلوماسية والعسكرية للاستهداف المستمر. فمن المرجح أن تكون القضية الرئيسية إذا استمرت الحرب من الآن وحتى تشرين الثاني/نوفمبر، فإنها ستوجه ضربة قاسية لبايدن في الانتخابات، بل وقد تكلفه ولاية ثانية.
تعتبر أزمة غزة من أكبر الأحداث التي تشهدها المنطقة، وهذه النزاع قد يكون له تأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ينظر البعض مبالغة في دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وصراعها المزمع قد تنال مصلحة إيران. وفي نهاية المطاف، ترتبط قضية إسرائيل بالسياسة الداخلية في الولايات المتحدة, حيث أن الأمر يحمل شيئا من الصعوبة في الوصول لحل مقبول للقضية في مرحلة معقدة مثل هذه. من المرجح أن سياسة بايدن فيما يتعلق بإسرائيل والصراع المحتمل قد يكون مختلفاً إذا تمت إعادة انتخابه. وجميع التحالفات والعلاقات في المنطقة ستبقى تحت ضغوط.
في النهاية، يعتقد الكثيرون أن خطة العمل الشاملة المشتركة لا يمكن إحياؤها وسيتم وضعها في التاريخ. وهناك حاجة ماسة إلى صيغ اتفاق مختلفة. ولذلك سيكون من الصعب الوصول إلى اتفاق داخل الولايات المتحدة وضمان استقراره. التوترات القائمة بين طهران وواشنطن أفسدت فرصة إعادة إحياء الاتفاق، ولم يعد من الممكن أن نكون متفائلين من المستقبل.