تباينت الآراء حول استراتيجية الرد الأمريكي على القصف الذي تعرضت له إحدى قواعدها في الأردن وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أكثر من أربعين آخرين. وتأخر الرد أدى إلى تشعب الآراء والتناقضات، مما أدى إلى تكهنات بشأن احتمالية أن يكون الرد صوريًا بهدف تخفيف الضغط عن الرئيس جو بايدن والخروج من الحرج. كما أظهرت إدارة بايدن مرونة في التعامل مع إيران على حساب صداقاتها ومصالحها التاريخية مع الدول العربية وإسرائيل.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، كانت إيران تنتظر مزيدًا من التنازلات الأمريكية قبل التوقيع على الاتفاق النووي، مما دفعها إلى استمرار تطوير قدراتها النووية. وعلى الرغم من ذلك، كان الاعتراض الأمريكي على الغارات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية ليس دليلًا على عدم رضا الولايات المتحدة، ولكنها تعكس حساسية الإدارات الأمريكية من التعامل مع إيران.
كما أن توقعات بعض الأشخاص بأن إدارة بايدن ستتجنب الصدام مع إيران ليست بسبب عدم قدرتها على ذلك، بل لأنها لا ترغب في ذلك. ورغم ذلك، تظل إيران مفيدة للولايات المتحدة في حربها الخفية على الدول العربية، على الرغم من أنها أثبتت عبر السنوات الأربعين الماضية أن ضررها يقتصر على العالم العربي.