تعيش محافظة ديالى في العراق أزمة شح المياه وتعتبر المتضرر الأكبر من هذه الأزمة في السنوات الأخيرة. ومن أجل إنقاذ الزراعة، لجأت المحافظة إلى مياه الآبار، والآن تعول على تقنيات الطاقة النظيفة كحلاً بديلاً لتشغيل المضخات وسحب مياه الآبار اللازمة للزراعة. وتعتبر الحكومة العراقية في هذا السياق إلى طرح استراتيجية للاستفادة من الطاقة الشمسية في العراق.
يعد الاعتماد على القطاع الزراعي في تأمين الغذاء أمرًا حيويًا في العراق، حيث يعتمد حوالي 40% من السكان على العمل في هذا القطاع. وتحتاج عمليات الري في القطاع الزراعي إلى طاقة كهربائية تزويدها للمضخات المستخدمة في سحب مياه الآبار. وفي ظل النقص الحاد في الكهرباء وارتفاع تكاليفها، تعد الطاقة الشمسية بديلاً مثاليًا لتشغيل هذه المضخات، حيث تكون تكلفة التركيب مرتفعة في البداية، إلا أنها تعتبر اقتصادية وتوفر مرونة عالية في السقي على المدى الطويل.
في هذا السياق، أعلن النائب مضر الكروي عن اقتراب طرح استراتيجية للاستفادة من الطاقة الشمسية في العراق. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى دعم المزارعين وتوفير منظومات الطاقة الشمسية لهم من خلال قروض بلا فوائد مالية. ومن المتوقع أن تساهم هذه الاستراتيجية في تخفيف الاعتماد على الطاقة الوطنية وتقليل العبء عن كاهل المزارعين، مما يعزز الاستدامة الزراعية في المحافظة وتوفير الغذاء للمجتمع.
يعاني العراق من نقص حاد في الكهرباء وقد تجاوزت هذه الأزمة عقودًا. وعلى الرغم من إنفاق الحكومة العراقية مبالغ ضخمة على مشاريع الطاقة الكهربائية في البلاد، إلا أن إنتاج الكهرباء لم يتجاوز 25 ألف ميغاواط، في حين تصل الحاجة الفعلية إلى أكثر من 34 ألف ميغاواط. ومن هنا، تعد الطاقة الشمسية خيارًا واعدًا لتلبية هذه الاحتياجات الضرورية وتخفيف الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية في العراق. تعتبر استراتيجية الاستثمار في الطاقة الشمسية قرارًا استراتيجيًا مهمًا للعراق لتحقيق الاستدامة البيئية وتوفير الطاقة اللازمة للتنمية والتقدم في البلاد.