كشفت محافظة ديالى عن وقوع 38 حالة انتحار خلال العام الماضي، مما يشير إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الانتحار. وأكد مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان صلاح مهدي المجمعي أن معظم الحالات كانت بين صفوف الصبية والشباب. وربط المجمعي ارتفاع معدلات الانتحار في ديالى بالمشاكل المجتمعية والنفسية، إضافة إلى التأثر المفرط بمواقع التواصل الاجتماعي التي تحث على التقاليد المنبوذة عرفيا ومجتمعيا. وأشار إلى ضعف دور المؤسسات الحكومية والمجتمعية والدينية في محاربة فكر الانتحار.
كما وصف المجمعي معدلات الانتحار في ديالى بأنها مؤشر اجتماعي خطير لا يتناسب مع طبيعة ديالى واعرافها الاخلاقية والدينية الرافضة لأفكار العنف والتقاليد المنحلة. وخلال العام الحالي، سجلت ديالى 5 حالات انتحار متعددة في عدة مناطق من المحافظة، مما يشير إلى استمرار الظاهرة بشكل مقلق. وتشهد ديالى خلال السنوات الأخيرة تصاعدا في حالات الانتحار بين الصبية والشباب بسبب مشاكل معيشية ونفسية، أو مشاكل اجتماعية.
إن معدلات الانتحار العالية في ديالى تشكل تحديا كبيرا، وتستدعي رد فعل فوري وفعال من السلطات الحكومية والمجتمعية والدينية في المحافظة. يجب اتخاذ إجراءات جادة لمحاربة الظاهرة من خلال توفير الدعم النفسي والاجتماعي للشباب، وتعزيز الوعي حول مخاطر الانتحار وكيفية التعامل معها. كما يتوجب العمل على تقوية الأسر وتحسين الظروف المعيشية والاجتماعية للمواطنين، وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية التي تعارض أفكار العنف والانتحار.