اقتصاد

بالأرقام.. مصارف محدودة “تستحوذ” على مزاد العملة وبنك “غير عراقي” له حصة الأسد

يعاني الاقتصاد العراقي من تأثير سلبي نتيجة هيمنة المصارف الغير عراقية على نافذة مزاد العملة الأجنبية في البنك المركزي العراقي. وقد تسببت هذه الهيمنة في ارتفاع أسعار الصرف وتقييد حرية التعاملات المالية للمواطنين. منذ فترة طويلة، يتكتم البنك المركزي العراقي على أسماء المصارف المشاركة في مزاد بيع العملة الأجنبية، في واقعة تتسبب في اتهامات وشكوك حول هيمنة بعض المصارف على المزاد. يبدو أن حوالي 30٪ فقط من المصارف العراقية هي المهيمنة على المزاد، وهذا يثير مخاوف حول اعتمادية العملية وصدقية الأسعار التي تتم بيعها.

تظهر النشرة اليومية لمبيعات البنك المركزي أن عدد المصارف المشاركة في تلبية الطلبات النقدية يتراوح بين 5 إلى 7 مصارف فقط، وأن عدد المصارف المشاركة في تلبية الحوالات الخارجية لا يتجاوز 20 مصرفاً. هذا يشير إلى أن هناك عددًا قليلاً من المصارف هي التي تسيطر على مزاد بيع العملة في البنك المركزي العراقي، وهو ما يثير المخاوف حول تكوينها لأرباح أكبر وتقليل كمية الدولار المتوفر وزيادة فرص ابتزاز المصارف الأخرى.

تؤكد بعض المصادر أن المصرف الأهلي العراقي، والمملوك بنسبة 65٪ لصالح مصرف كابيتال الأردني، يسيطر على نسبة كبيرة من مبيعات البنك المركزي للعملة الصعبة. تروج بعض الأوساط المختصة أن هيمنة عدد قليل من المصارف على مزاد بيع العملة يزيد أرباحها ويقلل من العرض المتاح من الدولار، مما يزيد فرص ابتزاز المصارف الأخرى. انتقادات واسعة وجهت لسياسات البنك المركزي العراقي بسبب عدم تحقيقه سعرًا مستقرًا للدولار وأداءه الضحل في إيقاف الصعود المفرط للأسعار. وتشير الشهادات الصادرة عن المواطنين والمصارف إلى أن المصارف العراقية، سواء الحكومية أو الخاصة، تمتنع عن تسليم الأموال المودعة بالدولار أو الحوالات القادمة من الخارج بالدولار إلى أصحابها، وتضطرهم إلى سحبها بالدينار العراقي بسعر رسمي أقل من السعر الحقيقي في السوق بأكثر من 25 نقطة.

على الرغم من رغبة البنك المركزي العراقي في التحكم في اندفاع الدولار إلى جهات غير مرغوبة، إلا أنه ظهرت مخاوف حول تبنيه لسياسات تناقض المنطق الاقتصادي وتصادم مع حرية التعاملات المالية والنقدية. فقد بدأ البنك المركزي يمنع العديد من الأشخاص الذين يمتلكون حسابات وأموال بالدولار من سحب أموالهم على غرار البنوك اللبنانية. هذا الواقع يثير المزيد من الشكوك حول أداء البنك المركزي ونزاهته في التعامل مع العملة الأجنبية والأزمة الاقتصادية الحالية.

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

“الملاذ الآمن” يسجل أول خسارة أسبوعية في نحو شهر

استمر الذهب في تحقيق خسائره الأسبوعية الأولى منذ ما يقرب من شهر، حيث شهد تباطؤاً في الإقبال على هذا الملاذ الآمن. وفي آخر جلسة تداول للأسبوع، ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.3٪ ليصل إلى 1999.9 دولار للأونصة، ضمن تحركات محدودة في نطاق…

البنك المركزي يفتتح منافذ جديدة لبيع الدولار في مطار بغداد الدولي

افتتح محافظ البنك المركزي العراقي علي محسن العلاق، اليوم الأربعاء، منافذ جديدة لبيع الدولار في مطار بغداد الدولي. وأوضح البنك في بيان صحفي أن المحافظ اطلع على آلية تقديم الخدمات التي ستقدمها شركات الصرافة على مدار 24 ساعة…

بعد نجاح التجربة “الاستثنائية”.. الشلب ينتصر على الجفاف ويعود لأراضي العراق الموسم القادم

أعلن وزير الزراعة، عباس جبر المالكي، عن توسيع الخطة الزراعية الخاصة بزراعة محصول الشلب للموسم الصيفي المقبل. جاء هذا الإعلان بعد أن اطلع الوزير على نجاح تجربة زراعة الشلب باستخدام تقانات الري الحديثة واتفق على زيادة المساحات…

الكشف عن موعد صرف رواتب الموظفين في إقليم كردستان

كشف مصدر في وزارة المالية والاقتصاد بحكومة إقليم كردستان عن موعد صرف رواتب الموظفين في الإقليم. وأكملت وزارة المالية جميع البيانات والأرقام الخاصة برواتب الموظفين للشهر الثامن من هذا العام. من المتوقع أن يقوم مصرف الرافدين…

وزارة الكهرباء:مفتاح تشغيل وإطفاء الكهرباء في العراق ما زال بيد إيران

أعلنت وزارة الكهرباء في العراق عن تحديد احتياجات الوحدات التوليدية للنظام الكهربائي وفقدان حوالي 4000 ميجاواط بسبب نقص الغاز الذي تورده إيران. وأوضحت الوزارة في بيان أنه في وقت كانت فيه وزارة الكهرباء تستعد لإنهاء صيانة محطات…

عرض المزيد من المقالات تحميل...لا يوجد المزيد من المقالات.