بغداد اليوم – بغداد
يبدو أن الأزمة المالية في اقليم كردستان، لن تتوقف آثارها السلبية على الجانب الانساني وصعوبة المعيشة فقط، بل هي في طريقها لضرب خارطة توازن جودة ومستويات العملية التعليمية بين القطاعين الحكومي والاهلي، وسط هجرة مستمرة “للمتميزين” من المدارس الحكومية المضربة عن الدوام، صوب المدارس الاهلية المستمرة والتي لازالت قادرة على توفير رواتب موظفيها.
ومازال الاضراب مستمرًا في مدارس السليمانية وحلبجة وادارة كرميان فقط، مع استمرار الدوام في اربيل ودهوك، حيث تم الاعلان عن اضراب المعلمين والمدرسين منذ 9 ايلول الجاري حتى الان، في الوقت الذي كان من المفترض ان يبدأ الدوام الرسمي في 13 ايلول.
المتميزون يهاجرون من الحكومي إلى الأهلي
رئيس اتحاد معلمي كردستان أحمد كرميان، أكد اليوم الجمعة (29 ايلول 2023)، أن الأزمة المالية وإضراب المعلمين في كل عام أدى إلى انتكاسة حلت بالتعليم الحكومي.
وقال كرميان في حديث لـ “بغداد اليوم” إن “الإضراب المستمر اليوم من قبل الكوادر التربوية أدى لانتعاش المدارس الأهلية، والمتضرر هو المواطن الفقير الذي لايمتلك الإمكانية”.
وأضاف أنه “تواصل مع مدرسة واحدة فيها 25 طالبا متميزا في الصف السادس الإعدادي، وتبين أن 15 طالبا منهم انتقلوا الى مدارس أهلية خلال العام الحالي بسبب الإضراب المستمر، وهذا الأمر سيؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بالتعليم الحكومي”.
منظمات مدنية و”تشرينية” تدخل على الخط
وفي السياق، عقد وفد من ممثلي حراك المعلمين المحتجين في السليمانية اجتماعا مع ناشطين من تشرين والحركات المدنية في العاصمة بغداد.
وقال علي عباس وهو ناشط من منظمة الصحة للتجديد والتطوير المجتمعي في حديث لـ “بغداد اليوم” إن “وفد المعلمين الذين تتأخر رواتبهم عقد اجتماعا في بغداد وبحضور ناشطين من تشرين والمجتمع المدني وعدد من الأحزاب المدنية وعدد من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان”.
وأضاف أنه تم خلال الاجتماع “الاستماع إلى المطالب والهموم التي تجمعنا ومعاناتهم المعيشية وعدم استلامهم رواتبهم منذ ما يقارب ألاربعة أشهر ولحد الان”.
وبين أنه “تمت منافشة اضراب الطلبة والمعلمين القائم اليوم ودعواتهم لإيصال مطالبهم الي ذوي القرار وابعاد قوت الشعب عن الصراع السياسي بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم”.
وأشار إلى أنه “تم الاتفاق على الاستمرار بالعمل المشترك بيننا بعيدا عن أحزاب السلطة في الإقليم والمركز لرفع الحيف عنهم ودعم مطالبهم المشروعة”.
450 مليار دينار من اصل 700
ووصل حتى الان الى حكومة اقليم كردستان 450 مليار دينار من اصل 700 مليار دينار أقرها مجلس الوزراء برئاسة السوداني كقرض لدفع رواتب موظفي كردستان، ومن المفترض ان يتم استخدام هذه المبالغ لتوزيع رواتب شهر تموز، حيث لايزال موظفو الاقليم لم يتسلموا رواتب تموز واب، في حين بدأت الوزارات في المحافظات الاخرى بتمويل رواتب ايلول الجاري،
ويحتاج اقليم كردستان اكثر من 900 مليار دينار شهريا لرواتب موظفيه، فيما تختلف التقديرات بين الحكومة الاتحادية ببغداد وحكومة الاقليم على هذا الرقم بسبب الاختلاف بتقديرات عدد الموظفين.
المصدر: بغداد اليوم