يواجه رئيس التحرير لصحيفة “الصباح” الممولة من الدولة انتقادات حادة بسبب مقالاته الأخيرة التي اعتبرت تهديداً لعملية الانتخابات وللديمقراطية بشكل عام. يؤكد مراقبون أن دور الإعلام الرسمي الممول من الدولة يجب أن يكون بنّاءً ومشجعاً للمشاركة السياسية ورفع مستوى الوعي، ولكن مقالات رئيس التحرير التي اعتمدت على الهجوم العام والانتقادات الشاملة لجميع الأحزاب والمرشحين أثارت مخاوف من تقويض الثقة في العملية الانتخابية.
في زمن يُشكل فيه الإعلام الرسمي الممول من الدولة عماداً أساسياً لنقل الحقائق ودعم العملية الديمقراطية، يتحمل رئيس التحرير مسؤولية كبيرة في تشجيع المشاركة السياسية الواسعة ورفع مستوى الوعي بين الناس. إنه دور حساس يفترض أن يكون بنّاءً وملهماً، لكن عندما يتجاوز الكاتب حدوده ويتبنى موقفاً يهدد العملية الانتخابية، يتحوّل من محرك للتغيير إلى عامل فتك يفقد الثقة ويثير الشكوك في نفوس الناس.
إذا كان دور الصحافة الرسمية هو تشجيع المشاركة السياسية ورفع مستوى الوعي، فإنّ انتقادات رئيس التحرير التي تعتمد على الهجوم العام والمطالبات العقيمة تجاه جميع المرشحين، تصبح خطوة إلى الوراء. إنها تقوض الثقة في العملية الانتخابية وتغرق الناس في بحر من الشكوك والاضطرابات، وهو ما يعكس فشلًا آخر في مسؤولية تشجيع الديمقراطية والتعبير الحر. الصحافة الرسمية الممولة من الدولة يجب أن تعمل على رفع وتيرة المشاركة الواسعة وتحفيز الناس للمشاركة الفعّالة في العملية السياسية.
يتبنى رئيس التحرير مواقف تندرج تحت مظلة الحرية الصحفية، ولكن الحرية لا تعني الهجوم العميق الذي يفقد الصحافة دورها البنّاء والتوجيهي. تعزيز الحوار والنقاش البنّاء يعزز الديمقراطية ويعمق الفهم السياسي، وهذا هو الدور الذي يجب أن يلتزم به رئيس تحرير الصحيفة الرسمية. لذا، الدعوة هي لاعتماد مواقف تعزز التواصل والفهم، وليس تحطيم الآمال وإلقاء الشكوك والهجمات العامة التي تقلص من فاعلية العملية الانتخابية وتفقد الناس ثقتهم فيها.