يصف العلماء في هذا المقال أنواعاً من البعوض التي تعتبر ناقلة للأمراض المعدية الخطيرة والتي تسببت في تفشي الأوبئة في العقد الأخيرة. يعمل باحثون بريطانيون بالتعاون مع المجموعة الصحية العالمية لدراسة تكيف البعوض مع تغيرات المناخ التي تزيد من انتشار الأمراض والفيروسات، خاصة في المناطق الاستوائية الرطبة والحارة. ويشير العلماء إلى أهمية فهم الأماكن التي تتكاثر فيها البعوض وبيئتها لتنبؤ بانتشار الأمراض ومنها حمى الضنك.
ويدرس الباحثون كيفية تكيف البعوض مع تغيرات المناخ وأثرها على سلوكها ووظائفها الفسيولوجية، ويحذرون من خطر توطين أنواع جديدة من البعوض في بريطانيا نتيجة للاحتباس الحراري وتغير المناخ. كما يتوقع الخبراء أن تصبح بعض الأنواع المنقولة للأمراض أكثر انتشارًا في أوروبا نتيجة لتغير الظروف المناخية. ويحذر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها من مخاطر انتشار هذه الأنواع من البعوض في أوروبا، مشيرًا إلى الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تنقلها.
وتشمل أمراض الأوبئة التي يمكن أن تنقلها البعوض حمى الضنك، الملاريا، فيروس غرب النيل، الحمى الصفراء، فيروس زيكا، وداء الشيكونغونيا. يعتبر البعوض كائناً مسالماً ولكنه يشكل تهديداً خطيراً لانتقال الأمراض ويمكنه التكيف مع التغيرات المناخية، مما يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية ومالية لمواجهة الأوبئة.
وتمتلك البعوض مجسات متطورة تتفوق على المجسات الطبية في تحديد مواقع الأوعية الدموية، ولها حاسة شم قوية تمكنها من تحديد موقع الضحية. وتنجذب للحوامل بنحو ضعف انجذابها للأشخاص الآخرين بسبب ارتفاع درجة حرارة جسم الحامل وزيادة كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث منه. يمكن لدغات البعوض أن تنقل أكثر من 6 أمراض خطيرة، ويمكن توقع تزايد انتشارها في أوروبا نتيجة لتغير الظروف المناخية.