تشهد مدينة ياكوتسك في سيبيريا ارتفاعا في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة بمتوسط يصل إلى 3 درجات مئوية، حيث يتمثل ذلك في شتاء أكثر دفئا من السابق، بينما كانت درجات الحرارة تصل إلى ٦٠ إلى ٧٠ تحت الصفر في السابق، أصبحت الآن تقترب من خمسين درجة تحت الصفر. هذا الارتفاع في درجات الحرارة يؤثر على النباتات في المنطقة، حيث بدأت أنواع نباتية جديدة تظهر وأخرى تختفي، مما يشير إلى تغيرات كبيرة في التنوع البيولوجي في المنطقة.
يقول المزارع الروسي مكسيم دولغوف أن هناك فرقا كبيرا في النباتات التي تنمو في المنطقة اليوم مقارنة بما كانت عليه منذ 50 عاما، مشيرا إلى ظهور أصناف جديدة مثل شجرة الويشنة وأنواع أخرى من الفواكه التي كانت غائبة في السابق. ورغم أن الارتفاع في درجات الحرارة هو السبب وراء ظهور وانتشار هذه الأصناف الجديدة، إلا أنها تتمتع بقدرة على مقاومة البرد، مما يعني أنها قد تؤدي إلى انقراض الأصناف القديمة في حال تغيرت الظروف المناخية بشكل كبير.
الباحث بمتحف “الماموث” بياكوتسك، غافريل نوفغورودوف يشير إلى أن الارتفاع المتواصل في درجات الحرارة يجلب معه تغيرات في التوزع الجغرافي للطيور والحشرات، مما يمكن أن يؤدي إلى ظهور أنواع جديدة تشكل خطرا على النظم البيئية الموجودة. لذلك، تتطلب هذه التغيرات الرصد الدقيق ومحاولة تقييم الخطر الذي قد يحدث نتيجة لتغيرات المناخ، بما يساهم في تطوير استراتيجيات للحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة.