لم يكن الوصول إلى اتفاق هدنة إنسانية وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس سهلا وميسرا، بل استغرق عدة أسابيع من المفاوضات الشاقة والسرية وسط توترات شديدة. وذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أن قطر اتصلت بالبيت الأبيض بعد هجوم 7 أكتوبر بمعلومات عن الرهائن الذين احتجزتهم الحركة. وبعد أن أصبح أسرى حماس “عنصرا أساسيا” في مكالمات الرئيس جو بايدن الهاتفية، تم الإفراج عن مواطنتين أميركيتين. وبالتزامن مع الهجوم البري، تجرت موجة من الخطوات الدبلوماسية “خلف الأبواب المغلقة”، مما جعل الصفقة تصبح أقرب من أي وقت مضى.
وقد طرحت قطر فكرة تشكيل خلية صغيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل للعمل على قضية المحتجزين، وتمت تكييف خطة الغزو البري لتدعم التوقف المؤقت في حال تم التوصل إلى اتفاق. وقد نقل الرئيس الأميركي معطيات جمعها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووافق الأخير على الاتفاق. وبعد أن بدأ جو بايدن يشعر أن الوقت ينفد، اتصل بأمير قطر لإخباره أن كبير مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط سيكون في الدوحة في اليوم التالي لمراجعة “النص النهائي للاتفاق”.
وأثناء ذلك، كانت موجة من الخطوات الدبلوماسية تجري “خلف الأبواب المغلقة”، مما جعل الصفقة تصبح أقرب من أي وقت مضى، لاسيما وأن حماس قدمت معلومات عن 50 من الرهائن المحتجزين لديها، في إشارة إلى الإدارة الأميركية بإمكانية الإفراج عنهم، ولكن الهجوم ظل متواصلا، حيث جرى قطع الاتصالات داخل غزة، مما جعل من الصعب نقل أي معلومات من وإلى حماس، التي، بدورها، هددت بإنهاء المفاوضات بالكامل بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة.