أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم
الخميس، على التوجه نحو جعل العراق عنصراً فاعلاً في سوق الغاز العالمية، وفيما
أشار إلى أن وقف تصدير نفط إقليم كوردستان أضرّ بالعراق وتركيا أيضاً، لفت إلى أن
هناك توجه لتنظيم العلاقة مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي بشأن التواجد
العسكري في البلاد.
وأورد المكتب الإعلامي للسوداني في بيان ورد لوكالة شفق
نيوز، أبرز ما جاء في مقابلة صحفية أجراها السوداني مع قناة “بلومبيرغ”
الإخبارية الأمريكية في نيويورك، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة
للأمم المتحدة في دورتها الـ78.
وأكد السوداني خلال المقابلة التزام العراق بالاتفاقات
مع دول “أوبك”، و”أوبك+”، بشكل يحافظ على مصالح المنتجين
والمستهلكين، وإمكانيات الإنتاج العراقية ستكون ضمن هذه التفاهمات.
وأضاف “سنوجه جزءاً من إنتاجنا النفطي لتشغيل مصافٍ
خارج العراق، وتباحثنا مع بلغاريا بهذا الشأن، وهناك مصافٍ في الصين
وماليزيا”.
وتابع “نسعى إلى سعر منطقي للنفط يضمن مصلحة
المنتجين والمستهلكين، وليس لدينا سعر ثابت، ونرى أن السعر المناسب لا يقل عن
85-90 $ للبرميل”.
وأشار إلى أن هناك حقول معلنة ضمن الجولة السادسة
لاستثمار الغاز الطبيعي، وهناك جولة أخرى لحقول يتم تطويرها، معتبراً أن العراق
سيكون دولة فاعلة في سوق الغاز.
وبشأن وقف تصدير نفط إقليم كوردستان، أوضح السوداني
“ننتظر إجراءات الجانب التركي لاستئناف التصدير عبر الخط التركي، خصوصاً
النفط المنتج في إقليم كوردستان، وسيكون ضمن السياسة العامة للدولة”.
وبين أن “هناك شكاوى متبادلة في محكمة التحكيم
الدولية، لكن لدينا تفاوض مع الجانب التركي لفصل استئناف التصدير عن القضايا
القانونية في المحكمة”.
ولفت إلى أن وقف التصدير يضر بجميع الأطراف، بما فيها
الجانب التركي، الذي يعتمد على تعرفة من أنبوب التصدير.
وأردف بالقول “بدأنا بمشاريع مهمة مع توتال
والجولات الخامسة مع شركات إماراتية وصينية”، مبيناً “لدينا 11 حقلاً
ورقعة استكشافية خاصة بالغاز الطبيعي، ونحن جادون في استثماره”.
وأضاف “التقينا بشركات أمريكية عاملة في إقليم
كوردستان، ولديها الرغبة بالعمل في باقي أجزاء العراق، وتباحثنا في الفرص
الاستثمارية التي نرغب بدخول الشركات الأمريكية فيها”.
ولفت إلى أن “هناك علاقة إستراتيجية بين العراق
والولايات المتحدة، واللقاء مع وزير الخارجية الأمريكي بحث تفعيل اتفاقية الإطار
الإستراتيجي، ودخول الشركات الأمريكية، واستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان
التركي”.
وشدد على أن “العراق حريص على إجراء الحوار مع
الولايات المتحدة، بما يحافظ على الاستقرار في منطقة حساسة مثل الشرق
الأوسط”.
وبشأن وجود قوات أجنبية في العراق، قال السوداني
“موقفنا الرسمي معلن، وهو عدم الحاجة إلى أي وجود عسكري أو قوات قتالية
أجنبية في العراق، لدينا أجهزة أمنية قادرة على فرض الأمن”.
وتابع “نتحاور بشأن مستقبل العلاقة مع التحالف
الدولي، ونبحث مع الولايات المتحدة صيغ التعاون الثنائي بعيداً عن التحالف، وهو
مطروح مع كل دول المنطقة والعالم”.
وأكد “ندعم ونواكب أي جهد دولي لاستهداف المجاميع
الإرهابية، داعش أو غيرها”.
وبين “وجدنا تفهماً وقناعة بعدم الحاجة لقوات
قتالية، ويمكن أن تكون هناك برامج مشتركة للتدريب وتبادل المعلومات، وهو ما
ستتفاهم بشأنه اللجان الفنية”.
وأوضح السوداني “ما موجود حالياً هو المستشارون،
ونحاول تنظيم وجودهم، وأماكن تواجدهم ونوعية المهام المطلوبة، والمدة الزمنية،
واللجنة الأمريكية العراقية ستلتقي هذا الشهر لبحث هذه المواضيع”.
وفي الشأن الإقليمي، نوه السوداني إلى أنه “يهمنا
التفاهم والتقارب وتصفية المشاكل بين إيران والولايات المتحدة، وهو عامل مساعد
لاستقرار المنطقة، ونحاول إبعاد علاقاتنا عن أية صراعات في المنطقة”.
وختم بالقول؛ إن “العراق لن يكون ساحة لتصفية
النزاعات والصراعات. نحن دولة ذات سيادة ونحتفظ بعلاقاتنا في المنطقة وفق ثوابت
المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.