تمثل عملية فرض القانون في محافظة ديالى التي أطلقتها الحكومة العراقية في مارس الماضي نتائج استثنائية في مجال مكافحة التهريب، وتحديداً في قطاع الأدوية. حيث أشارت دائرة صحة ديالى إلى انخفاض “الارهاب الدوائي” بنسبة 90% بفضل الجهود الاستثنائية التي بذلتها السلطات المحلية في المحافظة. وأكد مدير اعلام صحة ديالى، فارس العزاوي، أن الجهود المبذولة تركزت على تفعيل الجهد الأمني على الطرق البرية التي تربط ديالى بالمحافظات المجاورة بشكل مباشر، مما أسفر عن كشف 6-7 طرق سرية تستخدم لتهريب الأدوية بالإضافة إلى تشديد الإجراءات في نقاط التفتيش.
وتأتي هذه الجهود تحت إطار بذل مزيد من الجهود العراقية للتصدي لمشكلة التهريب، خاصة فيما يتعلق بالأدوية، حيث يعتمد العراق على استيراد 90% من الأدوية التي يحتاجها من الخارج، وذلك وفقاً لرئيس الوزراء. وبالرغم من أن جزء كبير من الأدوية المستوردة يتم تهريبها دون فحص ومراقبة، فإن وزارة الصحة أطلقت المنظومة الوطنية للدواء في حزيران الماضي والتي تضمن فحص جميع الأدوية المدخلة إلى البلاد سواء كانت عبر التهريب أو منافذ رسمية.
من المهم أن نشدد على أهمية جهود الحكومة العراقية في مجال مكافحة التهريب، وخاصة فيما يتعلق بالأدوية. إذ إن التهريب يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة وسلامة الأفراد، ولذلك يجب تكثيف الجهود وتوجيه المزيد من الاستثمارات والموارد لتعزيز قدرات التفتيش والمراقبة وضبط الجريمة في هذا القطاع. وعليه، يجب على السلطات المحلية المستمرة في العمل على تطوير الإجراءات والتشريعات القانونية اللازمة للتصدي لهذا الظاهرة وتطبيق القوانين بكل حزم وصرامة.