منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام الماضي، أعلن العراق رسمياً دعمه للقضية الفلسطينية والدفاع عن حقوقها ضد الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، كان الاستجابة الإسرائيلية لهذه العملية بطريقة إرهابية وسفك للدماء بدون محاسبة. وقد توالت صيحات الوقف الفوري لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في مستشفى المعمداني الأهلي في قطاع غزة، ولكن إسرائيل لم تستجب لهذه الصيحات واستمرت في ارتكاب المجازر الجديدة في أحياء القطاع المحاصرة. في الوقت نفسه، يستمر العراق في ممارسة الضغط على الجانب الأمريكي عن طريق استهداف مصالحه وقواعده في العراق وسوريا لإجباره على وقف الدعم لإسرائيل وعملياتها المستمرة، خاصة القصف الجوي.
يسعى العراق الذي يوسط بين الجانب السعودي والإيراني للمصالحة بينهما، إلى استخدام علاقاته لوقف إطلاق النار وتحقيق هدنة في قطاع غزة. يطلب العراق يومياً إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقد قام بإرسال طن من المساعدات إلى مصر لإدخالها إلى فلسطين عبر معبر رفح. ولا يبقى للعراق سوى استخدام الضغط واستثمار علاقاته وطرح الحلول لإنهاء المأساة الحالية وفتح باب السلام في غزة.
بدوره، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية في العراق عباس الجبوري، أن دور العراق في تحقيق هدنة في غزة يعود إلى الضغط واستثمار كل علاقاته وطرق الابواب الممكنة. ويشير إلى أن نجاح العراق في صناعة مقدمات المفاوضات بين السعودية وإيران يؤكد قدرته على اللعب بأدوار مهمة على النطاق الإقليمي. ويضيف أن دور العراق سيزداد أهمية خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي واستيعابه لمواقف العراق من الأحداث في غزة. ويشدد على أهمية إيجاد حل للأزمة الراهنة وصناعة رؤية للخروج منها. في الوقت نفسه، يتواصل القصف الإسرائيلي المدمر في قطاع غزة، حيث يشن ضربات كبيرة ويقسم القطاع إلى شطرين.
وفي تصريحات نادرة، أعرب مسؤولو الوكالات الأممية والمنظمات الدولية عن غضبهم واستيائهم من عدد القتلى المدنيين في غزة وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار. وأكدوا ضرورة إدخال مزيد من المساعدات والطعام والماء والدواء إلى القطاع لمساعدة السكان المحاصرين. وشددوا على أهمية وقف العنف