عاش نوزاد حسن ثلاثة أيام صعبة في مستشفى دار التمريض الخاص حيث أجرت زوجته عملية جراحية كبيرة. بعد تجاوز هذه المحنة، قررت الطبيبة أنه يمكن لزوجتها الخروج من المستشفى وطلبت منه أن يقوم بعمل مهم وحيد. احتاج بشدة إلى أن أعيش دورًا نقيًا في هذه الحياة.
بالرغم من الروتين الحكومي في جناح المستشفى الخاص، لاحظ نوزاد الخدمة الجيدة التي قدمتها الممرضات اللاتي كلفوا بمتابعة حالة زوجته بعد العملية. يقدم نوزاد الشكر لهذا الفريق المتفاني في عمله، ولا ينسى أيضًا الدكتورة التي أجرت العملية ومتابعة الطبيبات المقيمات.
بعد انتهاء العملية، شعر نوزاد بالاحتياج إلى رحلة شخصية. توجه وحيدًا نحو باب المستشفى وراقب كل شيء من حوله بانتباه، وعند تقاطع مستشفى مدينة الطب، اتجه نحو مسجد اليزبك الأثري. تم إخباره أن الجامع في طور التجديد، لكنه قرر الاستمرار في رحلته نحو وزارة الدفاع القديمة وثم مسجد المرادية حيث شعر بالانجذاب بشكل كبير.
داخل المسجد، لم يعد يتذكر أي شيء، شعر بأنه بلا هوية أو طموحات. كان يشعر بالضعف أمام القوة التي ملأت المسجد بحضورها، وكما دامت لحظة التخلي عن هويته في سبيل بحثه الشخصي عن حالة غامضة التي يتعامل معها كحل فردي من وقت لآخر.