جدت مواجهات مسلحة في مدينة دهوك التابعة لمحافظة العراق بعد حادثة شجار بين مجموعة من الأطفال تطورت إلى نزاع مسلح بين عائلتين. نتج عن النزاع إصابة 4 أشخاص بجروح، بما في ذلك امرأة. أفاد مدير شرطة قضاء بردرش في دهوك أنه تم فتح تحقيق في الحادث لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة. وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى عقرة في المنطقة، وتلقوا العلاج اللازم، فيما غادر أحدهم المشفى بعد استقرار حالته الصحية.
تشهد مناطق كثيرة في العراق النزاعات المسلحة بين عائلات وعشائر مختلفة، وتعتبر محافظة دهوك من بين المناطق التي يشهد فيها هذا النوع من الأحداث بشكل متكرر. وحدثة اليوم تعكس استمرار هذه النزاعات وتزايدها في بعض الأحيان. في حالة عدم اتخاذ إجراءات ملموسة لحل هذه النزاعات واحتوائها، فإنها قد تؤدي إلى حدوث مزيد من الإصابات والوفيات في المستقبل. تعتبر السلطات المحلية والقوات الأمنية المسؤولة عن تفكيك هذه النزاعات وإعادة الأمن والاستقرار إلى تلك المناطق.
يجب أن يتم تعزيز جهود الحكومة العراقية في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المتنازعة وتوفير الأمن والحماية للمواطنين. علاوة على ذلك، ينبغي على الحكومة اعتبار هذه النزاعات على أنها قضية أمنية واجتماعية تحتاج إلى التدخل الفعّال من قبل قوات الأمن والقضاء والمجتمع المدني. يجب تكثيف الجهود لضمان تطبيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن العنف والمخالفات الأمنية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز قدرات القوات الأمنية وتوفير التدريب اللازم لهم بما يمكنهم من تفادي وفض هذه النزاعات بأقل قدر ممكن من الإصابات والضحايا.
بالنظر إلى انتشار هذه النزاعات وزيادتها في العراق، يجب أن تكون للحكومة دور فعال في التدخل السريع والوقاية من تفاقم تلك الصراعات. يجب أن تعمل الحكومة على تعزيز برامج الشباب والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للعائلات المتضررة من تلك النزاعات، لأن الفقر والتهميش الاقتصادي والاجتماعي يعتبران من أهم العوامل التي تسهم في استمرار العنف والنزاعات. ويجب أن يكون للشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وإبداعاتهم من خلال المنظمات الشبابية والمراكز الثقافية، وذلك يمكن أن يساعد في تهدئة الأوضاع وتعزيز السلم الاجتماعي في العراق.