زادت العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق في الآونة الأخيرة، بعد فترة طويلة من الصمت النسبي. وعلى الرغم من أن استهداف القوات الأمريكية ليس بالأمر المستغرب، إلا أن تساؤلات تطرح حول سبب الصمت النسبي تجاه قواعد “الاحتلال التركي” في مناطق كثيرة في إقليم كردستان وشمال العراق. وبالرغم من استهداف القواعد التركية من قبل فصائل مسلحة متعلقة بـ “المقاومة” وليس من قبل قوات حزب العمال الكردستاني، إلا أنه تم تسجيل ثلاثة استهدافات ضد القواعد التركية في الأشهر الماضية.
بينما يُعتبر الهدوء النسبي في شمال العراق ونقص الهجمات على القوات التركية أمرًا طبيعيًا بالنسبة لكون الهجمات في الأساس كانت قليلة ونادرة وتأتي كردود فعل، فإن سببًا آخر قد يكون وراء توقف أي عمليات ضد المواقع التركية شمال العراق هو “اتحاد المحاور” مع ما يجري في غزة. تشير التقارب بين وجهات النظر بين أنقرة وطهران في ملف غزة إلى أن فتح جبهة غزة هو تحرك مشترك للمحورين الغربي والممانعة.
وبينما لا يوجد اشتباك مباشر بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل في غزة، يريد الطرفان الحفاظ على توازن القوى في المنطقة. قد يتسبب استهداف القواعد التركية في العراق في تعقيد الأمور لأمريكا عن طريق الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران. على الرغم من ذلك، قد يتغير هذا الموقف وتعود هجمات القواعد التركية كما كانت في الماضي.