ووفقاً للتوقعات القاتمة لمدير عام منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن يواجه العالم جائحات جديدة في المستقبل. ويحث مدير المنظمة العالمية البشر على التحضير لمواجهة هذه الأمراض الخطيرة دون ذعر أو إهمال. ويشغل العلماء حالياً سؤال واحد مقلق، وهو متى ستحدث هذه الجائحات القادمة. ويشدد على أنه لا يمكن تكرار الأخطاء التي حدثت في الماضي، ولذلك تجري الدول الأعضاء في المنظمة مفاوضات حالياً لإعداد اتفاق جديد بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها، وتعديل اللوائح الصحية. ومن الممكن أن تكون الجائحة القادمة أسوأ من جائحة كوفيد-19، حيث يمكن للمسبب الجديد للمرض أن يؤدي إلى تقليل عدد سكان العالم.
ويحذر الدكتور فلاديسلاف جيمتشوغوف، الذي يعمل كخبير في أمراض المناعة والأمراض المعدية، من أن تطور الميكروبات مستمر ولم يتوقف بعد. ويرى أن المجتمعات الميكروبية بأكملها، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات، تتجه نحو تراكم الأعداد والاستيلاء على مناطق جديدة. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة ظهور الأمراض المعدية والجديدة في المستقبل. ولذلك، يجب أن تستعد الدول والمجتمع الدولي لمثل هذه السيناريوهات المحتملة وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الأوبئة والحد من انتشارها.
وفي ضوء هذه التطورات، يجب على الدول تعزيز جهودها للتأهب والوقاية من الأوبئة والاستعداد لمواجهة المستقبل. ينبغي على الحكومات والهيئات الصحية تعزيز النظم الصحية وبناء قدراتها للتعامل مع الأوبئة والاستجابة لها على المستوى الوطني والدولي. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الباحثين والعلماء تعزيز البحث والابتكار في مجال علوم الصحة العامة والأمراض المعدية لفهم ومكافحة المسببات الجديدة للأمراض. ويعد التعاون الدولي أمراً حاسماً في هذا الصدد، حيث يجب على الدول والمنظمات الدولية تكثيف جهودها للتعاون وتبادل المعلومات والخبرات للتصدي لجميع التحديات الصحية المستقبلية التي قد تواجه العالم.