في مفاجأة كبرى ولأول مرة، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد. جاءت هذه المطالبة رداً على الغارات الجوية التي تمت بواسطة القوات الأميركية في العراق، والتي تسببت في مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين العراقيين. قدم الصدر فيديو يطالب فيه الحكومة العراقية بإلغاء اتفاقية الحماية المتعددة الجنسيات الأميركية وإغلاق السفارة الأميركية.
وأشار الصدر إلى أن الولايات المتحدة تستخدم العراق كساحة لتحقيق أهدافها الخاصة، دون الانتباه إلى تداعيات ذلك على الشعب العراقي. كما أكد أن مقتل العراقيين غير المدانيين جريمة تُشوب سُمعة القوات الأميركية وتعد انتهاكاً للسيادة العراقية. وأضاف أنه في حالة عدم استجابة الحكومة لمطالبه، فإنه سيشكل كتلة لتحقيق هذه المطالب وحماية العراقيين من الاستمرار في معاناتهم.
جاءت تلك المطالبة بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد في ظل التوتر السياسي والأمني الحاد في العراق، والذي يعزز من المخاوف من اندلاع صراعات جديدة في المنطقة. كما أنها تعكس الاحتجاجات الشعبية ضد التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للعراق، والتي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد بشكل أكبر. يذكر أن العراق يشهد احتجاجات واسعة منذ عام 2019، تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية ومحاربة الفساد.
تأتي تلك المطالبة في ظل عدم رضا عدة فصائل عراقية على الوجود الأميركي في العراق، حيث يتهمون الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية وعرقلة عملية تشكيل الحكومة العراقية. كما أن الغارات الجوية التي شنتها القوات الأميركية في العراق تزيد من حدة التوتر بين العراق وإيران، التي تعتبرها بعض الفصائل العراقية حليفة لها. يبقى السؤال حول مدى استجابة الحكومة العراقية لمطالب زعيم التيار الصدر وتأثير ذلك على الوضع السياسي والأمني في البلاد.