تعرفت العراق في الأعوام الأخيرة على مظاهرات واسعة النطاق، خرج فيها الآلاف من العراقيين للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وفي ذكرى الرابعة للتظاهرات التي حدثت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، خرج العشرات من أنصار احتجاج تشرين للتظاهر بهدف إعادة إحياء ذكرى هذا اليوم الهام.
تمتحن المطالب التي رفعها المتظاهرون حول قضية الفلسطينية، وسعوا لدعمها في مواجهة القصف الإسرائيلي. كما تضمنت المطالب التي رفعت في اللافتات التي حملها المحتجون قضايا محلية مثل وقف تهريب الدولار ومكافحة الفقر والفساد في العراق. كانت الاحتجاجات ضد الفساد واستهلاك المال العام هي أحد الدوافع الرئيسية وراء التظاهرات في العراق.
تبدأ التظاهرات في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بشكل محدود في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد قبل أن تتوسع إلى تظاهرات أوسع في أكتوبر من نفس العام وتحديدًا في اليوم الخامس والعشرين منه. تمركز المتظاهرون في ساحة التحرير وسط بغداد، بينما احتشد المحتجون في المحافظات الأخرى في مناطق تجمع واعتصام في وسط مدنهم. حظيت الاحتجاجات بتأييد واسع من الشعب وبعض الأطراف السياسية والجهات الدينية في النجف. تسببت الاحتجاجات في عمليات عنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين، مما أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى. استمرت الاحتجاجات حتى نهاية عام 2020 حيث تم تعيين رئيس وزراء جديد.
على الرغم من انتهاء التظاهرات الشعبية الكبيرة في العراق، إلا أن العنف والفساد لا يزالان قضايا مستمرة. حتى الآن، لم يتم الكشف عن جهات الضحية وراء قتل المتظاهرين في تلك الفترة. تُعَدُّ التظاهرات في العراق جزءًا من عملية تغيير سياسي أوسع تهدف إلى تحقيق الإصلاح وضمان العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للشعب العراقي. ورغم أن العراق يواجه تحديات كبيرة في طريقه إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي، فإن إرادة الشعب العراقي في تحقيق التغيير لا تزال مستمرة وراسخة.