قام الإطار التنسيقي للقوى الشيعية السياسية في العراق بالتعليق على تصعيد الفصائل المسلحة ضد القوات الأمريكية في العراق. وأوضح أن هذا التصعيد يأتي كرد فعل على دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لعمليات القمع التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة. كما حذرت الفصائل المقاومة العراقية من تدخل الولايات المتحدة في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي ودعمها للاحتلال الصهيوني. وأكدت أن قراراتها بشأن التصعيد ضد الاحتلال الأمريكي تتم استقلاليًا دون الحاجة إلى تنسيق مع الحكومة العراقية.
وفي هذا السياق، أشار عضو الإطار التنسيقي والقيادي في تيار الحكمة حسن فدعم إلى أن السودان يتمتع بمقبولية عالية محليًا ودوليًا، وأن خطابه ومواقفه من الأحداث في غزة يحظى بتأييد فصائل المقاومة العراقية. وأشار إلى أن السودان يحتل موقعًا استراتيجيًا في العراق ولديه علاقات جيدة مع الفصائل المقاومة، وأنه ربما يستطيع التوسط من أجل تخفيف الضربات العسكرية ضد القوات الأمريكية. وأكد أن الحكومة السودانية تحظى بدعم كامل من جميع الأطراف السياسية في العراق وفصائل المقاومة، لكن قرارات الفصائل تتم استقلاليًا ولا تعتمد على الحكومة.
على صعيد آخر، أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن توقعه لتصاعد الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وهدد بتحركات عسكرية واسعة. وقد نفذت فصائل مسلحة في العراق هجمات بالطائرات المسيرة والقذائف الصاروخية استهدفت قواعد عسكرية أمريكية قرب مطار بغداد وفي محافظة الأنبار غرب العراق، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية في إقليم كوردستان. وتأتي هذه الهجمات كتصعيد ضمن رد فعل الفصائل المقاومة العراقية على تدخل الولايات المتحدة في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي ودعمها لإسرائيل.
يعكس التصعيد الحالي في العراق استياء الفصائل المقاومة العراقية من دور الولايات المتحدة في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي وتدخلها في شؤون المنطقة. وتعزز هذا التصعيد العلاقات بين الفصائل المقاومة والسودان، الذي يعتبر موقفه الداعم للفلسطينيين من بوابة الغزة جيدًا في نظرهم، وقد يؤدي إلى فتح قنوات حوار بين السودان والفصائل بهدف تخفيف التصعيد المسلح ضد القوات الأمريكية. وفي هذا السياق، يجب أخذ بعين الاعتبار أن الفصائل المقاومة تتخذ قراراتها بشكل مستقل عن الحكومة العراقية، مما يعني أن التصعيد المستمر ضد القوات الأمريكية في العراق واحتمالات تحرك عسكري واسع ما زالت قائمة.