تظاهر العشرات من العاملين في شركة نفطية في محافظة ميسان في العراق أمام أحد المصارف بسبب عدم صرف رواتبهم بالدولار الأمريكي. وقد أكد أحد العاملين في الشركة أنهم تفاجئوا بعدم صرف رواتبهم بالدولار رغم توطين الرواتب بالعملة الأجنبية، حيث رفض المصرف صرف الرواتب بالدولار وأصر على صرفها بالدينار العراقي بسعر البنك المركزي. نتيجة لذلك، نظم العاملون في الشركة وقفة احتجاجية أمام المصرف وحدث تصادم بينهم وبين عناصر مكافحة الشغب بعد محاولتهم إغلاق باب المصرف ومنع دخول وخروج الموظفين والمراجعين. وقد أعلن العاملون أنهم سيلجأون إلى القضاء لتسجيل دعوى ضد المصرف بسبب مخالفته القانون وعدم صرف الرواتب بالعملة الأجنبية.
ويجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي العراقي أبلغ المصارف الحكومية والأهلية بصرف رواتب زبائنهم بالدولار الأمريكي في حال كان لديهم حسابات وإيداعات بهذه العملة. ومع ذلك، يبدو أن هذا الإجراء لم يُطبق بالشكل المناسب في هذا المصرف، مما أدى إلى احتجاجات العاملين الذين يرغبون في استلام رواتبهم بالدولار كما كان متعارفًا في الأشهر السابقة.
تعد قضية صرف الرواتب بالدولار الأمريكي في العراق من المسائل الحساسة التي تشغل بال العديد من المواطنين، وذلك نتيجة تدهور قيمة الدينار العراقي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. فالعديد من العراقيين يعتمدون على استلام رواتبهم بالدولار لتفادي التأثيرات السلبية التي أدت إلى انخفاض قوة الشراء للدينار العراقي. ومن هنا، يعكس مطلب العاملين في الشركة النفطية صرف رواتبهم بالدولار قلقًا واضحًا من التدهور المستمر للقيمة الشرائية للدينار العراقي وتفادي التأثيرات السلبية على الاقتصاد الشخصي لهؤلاء العاملين.
على الرغم من أن البنك المركزي العراقي اتخذ إجراءات لضمان صرف الرواتب بالدولار الأمريكي، مثل إعلان عن السماح بصرف الرواتب بالدولار للعملاء الحكوميين والأهليين الذين يحملون حسابات بالعملة الأجنبية، إلا أن هناك تأخيرًا في تنفيذ هذه القرارات في بعض المصارف وبعض الفروع في العراق. ومن هنا، يعكس احتجاج العاملين في الشركة النفطية تجاهل المصارف لتوجيهات البنك المركزي، وهذا يعد مخالفة للقانون ويتطلب تدخل القضاء لحل النزاع. إن هذه المسألة تظهر الاحتياج لتنسيق وتنظيم أفضل ما بين البنك المركزي والمصارف لضمان صرف الرواتب بالطريقة المناسبة وتفادي مشاكل صرف الرواتب التي تؤثر على العاملين والمواطنين في العراق.