ظهرت الزراعة في منطقة الشرق الأوسط قبل حوالي 11500 عام، وكانت تلك الفترة علامة فارقة في تاريخ البشرية. فقد كانت الزراعة ثورة في النظام الغذائي وأسلوب الحياة، حيث تجاوزت الحياة التي كان يعيشها الصيادون وجامعو الثمار منذ ظهور الإنسان العاقل قبل أكثر من 300 ألف عام في إفريقيا. تغيرت طريقة توفير الغذاء بشكل كبير مع ظهور الزراعة، وأصبحت الزراعة طريقة أساسية لتوفير الطعام والمحافظة على البقاء.
تسهم الزراعة في توفير الموارد الغذائية بشكل مستدام ومنظم، وتعتبر من أهم الأنشطة الاقتصادية في العديد من المجتمعات. وقد ساهمت الزراعة في تطوير الحضارات القديمة في منطقة الشرق الأوسط، مثل حضارة سومر وحضارة النيل، وأسهمت في تطور الاقتصاد والثقافة والتقنيات الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، قدم ظهور الزراعة فرص عمل جديدة وزاد من مستوى الاكتفاء الذاتي للمجتمعات.
يعتبر ظهور الزراعة في منطقة الشرق الأوسط من أبرز اللحظات التاريخية في تطور البشرية، حيث ساهمت الزراعة في تغيير نمط حياة الإنسان وتطوره الاجتماعي والاقتصادي. ومع مرور الزمن، تطورت تقنيات الزراعة لتشمل استخدام الآلات والتقنيات الحديثة لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل. وتظل الزراعة تلعب دوراً حيوياً في الحياة اليومية للبشر، وتسهم في توفير الغذاء والموارد وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمجتمعات.